رد على المقالة المنشورة يوم الخميس 13 تشرين ثاني 2008 بعنوان " حملة ملاحقة المثليين: دعوات لتفحص الظاهرة." في السجل‏

هذا رد على المقالة المنشورة يوم الخميس 13 تشرين ثاني 2008 بعنوان " حملة ملاحقة المثليين: دعوات لتفحص الظاهرة." شاكرتا لكم نشره.

لقد كتبتم في مقدمة المقالة أن المثليين" مشكلة" وعلينا حلها، إلا أنهم ليسوا كذلك، المشكلة هي المجتمع المنغلق على نفسه والمتدينون والذين يهابون أي شيء مختلف عنهم أو الذين يرون أنفسهم كمثليين ويهابون ما يرون. المثلييون هم أفراد مثل غيرهم ولديهم حقوق ومشاعر وآمال وأحلام. هم ليسوا مشكلة تستدعي حلا. الأمر الذي نحتاج معالجته هو تحيز المجتمع وكراهيته لمجموعة معينة من الناس، هذا الإضطهاد الأشبه بالتحيز ضد السود والعرب في الولايات الأمريكية فقط لانهم أقليات.

أما بالنسبة للدكتور محمد الحباشنة الذي عليه أن يقرأ كتابا واحدا في الطب والعلم النفسي بعد تاريخ تخرجه الجامعي في السبعينات ليعرف أن المثلية قد أزيلت من لائحة الأمراض النفسية من منظمة الطب النفسي الأمريكية في 15 كانون أول 1973 ومن منظمة العلم النفسي الأمريكية في كانون ثاني 1975 وليس في أوائل التسعينات. ولذلك أكرر أن المثلية ليست بمرض نفسي ولذلك لا يمكن معالجتها بأي وسيلة كانت. إن المثليين ليسوا مريضين نفسيا انما سيحتاجون إلى علاج نفسي بسبب الإضطهاد الذين يعيشونه من قبل صحافتنا الأردنية المقدرة ومجتمعنا المتحفظ.

أما الناشطة الحقوقية هنزاد التل فقد بدأت ردّها على طريق منطقي حيث قالت أن المثليين يجب أن لا يعاملوا على أساس أنهم مجرمون أو مذنبون، ثم ضلت الطريق عندما تبعت هذه الجملة بأخرى تدعي فيها أن المثليين هم ضحايا لمعاملة خاطئة أو لاعتداء في صغرهم وأنهم يقلدون النساء بسبب شعورهم بالحاجه للرعاية والاهتمام. "الناشطة" التل هي رئيسة جمعية حقوق الطفل الأردنية وليست خبيرة علم نفس أو حتى ناشطة في حقوق الإنسان بشكل عام أو المثليين بشكل خاص، لذلك لديها عذر الجهل في هذا الموضوع، إلا أن نقطة نقاشها يقلل من معنوية النساء وتجعلهن أفراد همهم الأول السعي إلى الرعاية والإهتمام وأيضا تحرم الرجال حاجتهم الطبيعية وحقهم في الحصول على الرعاية والإهتمام. وإضافة إلى ذلك فهي تزيد الطين بللا بقولها أن المثليين أشخاص "غير طبيعيين يحتاجون لمعاملة من نوع آخر، ليتمكنوا من تحسين أوضاعهم والعودة إلى المجتمع بصورة صحيحة" فهذه طريقة معاملة الأفراد الذين قضوا وقت طويلا في السجن أو جنود حرب وليست طريقا معاملة أفراد أصحاء يعانون فقط وجودهم وعيشهم في مجتمع منغلق لا انساني.

وتستمراللامنطقية حتى في خاتمة المقالة بالقول ان المثليية ظاهرة تحتاج لدراسة علمية عميقة لمعرفة سبب "تنامي وجود هؤلاء." والحقيقة أن العالم قد قام بهذه "الدراسة العلمية" وانتقلوا منها إلى أشياء أخرى ومن رأي أن ننتقل نحن أيضا إلى مواضيع أخرى. المثليية ليست بظاهرة (التسونامي والإنتشار الزائد للغباء ظواهر) وأن المثليين قد قطعوا شوطا في الدفاع والمحاربة من أجل حقوقهم. لذلك وبدلا من أن نعيد الكرة، علينا أن نبدء من المكان الحالي الذي وصل إليه المثلييون الآن، لا أن نتراجع إلى الوراء.

وأخيرا، علي أن أعترف أنني كنت أتوقع من "السّجل" مستوى أعلى من الصدق والكيان الصحفي، ولكن يبدو أنني أخطئت. كل ما عليكم أن تفعلوه هو بعض من البحث للتأكد من الأرقام والتوايخ وتصحيح الأقوال والمعتقدات الخاطئة بدلا من أن تكتبوا مقالات تشويقية لاتبت للصحافة بشيء، فقط لبيع أعداد أكبر من الجرائد.

ألمى خصاونه
19 تشرين ثاني 2008

No comments:

Post a Comment